ثبات الرسول صلى الله عليه وسلمثبات الرسول صلى الله عليه وسلم

ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم

تمهيد:

دائما ما يتعرض الأنبياء للتكذيب والأذى من أقوامهم، حتى صار هذا الأمر هو الطبع السائد، فلا يوجد نبي أو رسول إلا وكذبه قومه أو بعض قومه في مرحلة من مراحل دعوته. وهذا ما أكده القرآن الكريم في عدة آيات منها الآية 35 من سورة الأنعام.

نص الانطلاق:

يقول الله تعالى:

(وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٞ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَيٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّيٰٓ أَت۪يٰهُمْ نَصْرُنَاۖ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِ اِ۬للَّهِۖ وَلَقَدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِےْ اِ۬لْمُرْسَلِينَۖ)

المستفاد من النص:

  • بيان الآية أن التكذيب من عادات الكفار، وأن الصبر من سنن الأنبياء، وأن حكم الله هو نصرة أنبيائه دائما.
  • في الآية وعد بنصرة نبيه عليه السلام، ودعوة إلى الثبات.

تحليل محاور درس الثبات :

المحور الأول: مظاهر الأذى التي تعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته:

بعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية، انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجهر بها، فووجه بأصناف من الأذى والرفض والتكذيب. فكان من ذلك:

  • السخرية والاتهام: فمثال السخرية ما جاء في قول الله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَّتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُؤاً اَهَٰذَا اَ۬لذِے بَعَثَ اَ۬للَّهُ رَسُولاً) سورة الفرقان الآية 41 . كما اتهموه بالجنون والسحر وغيره.
  • الأذى اللفظي: حيث كانوا يسبون النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك:
    • زوجة عمه أم جميل التي كانت تنثر الشوك في طريقه وتقول: مذمما عصينا ودينه قلينا.
    • كذلك سب أبي لهب له بقوله: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟
  • الأذى الجسدي: حيث اعتدوا عليه عدة مرات، ومن ذلك:
    • خنق عقبة بن أبي معيط للنبي صلى الله عليه وسلم بردائه عندما كان يصلي. حتى دفعه عنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وهو يقول (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم)
    • أيضا، استهزاء أبي جهل وأصحابه بالرسول صلى الله عليه وسلم. ووضعهم لسلى الجزور على كتفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد بجوار الكعبة حتى أزالته عنه فاطمة الزهراء رضي الله عنها. فدعا عنهم النبي فقتلوا جميعهم في غزوة بدر.
  • المساومة والإغراء: قال الله تعالى: (فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون ) سورة القلم الآية 9. ومعنى ذلك أنهم أرادوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكفر ويرخص لهم في الكفر فيفعلون مثل فعله ويقبلون به. ومن ذلك:
    • قولهم: تعبد آلهتنا يوما ونعبد إلهك يوما
    • أيضا عرضوا عليه المال والسيادة مقابل التخلي عن دعوته.

المحور الثاني: ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم في مواجهة الأذى:

1- مفهوم الثبات :

في اللغة ضد الزوال، واصطلاحا: هو الاستمرار في طريق الحق والإصرار على بلوغ غاية سامية رغم العوائق.

2- كيفية الثبات :

رغم كل ما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم من الأذى إلا أنه أصر على تبليغ رسالته. وذلك امتثالا لأوامر الله تعالى، وملتزما ببعض المبادئ التي من بينها:

  • الإعراض: تصديقا لقوله تعالى: ( فَاصْدَعْ بِمَا تُومَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ اِ۬لْمُشْرِكِينَۖ ) سورة الحجر الآية 94
  • الصبر: امتثالا للقرآن الكريم، ومن ذلك الآية 127 من سورة النحل التي تقول: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِۖ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِے ضَيْقٖ مِّمَّا يَمْكُرُونَۖ )
  • الحكمة: لقوله تعالى: (اَ۟دْعُ إِلَيٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ اِ۬لْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِالتِے هِيَ أَحْسَنُۖ ) سورة النحل 125
  • الحِلم: كما عاملهم أيضا بالعفو والحلم. فكان يقابل إساءتهم بالإحسان، كان دائما ما يدعو لهم فيقول: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) رواه البخاري

المزيد من دروس الأولى

تصفح كتاب في رحاب التربية الإسلامية للأولى إعدادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error

المرجو مشاركة الدروس مع من تعرف من التلاميذ