الإتقان عبادة وعملا

تمهيد:

يعد الإتقان شرطا في قبول كل الأعمال، سواء ما كان منها دنيويا ، أو ما كان أخرويا. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) وبالتالي فهو في حد ذاته عبادة، لأنه من الأعمال التي يحبها الله تعالى.

فماذا يعني؟
وما هو حكمه؟
وما أهم مظاهره؟

المحور الأول: مفهوم الإتقان وحث الإسلام عليه

1- مفهوم الاتقان:

لغة: من أتقن الشيء أي أحكمه.
واصطلاحا: هو إحكام الشيء وجعله على أكمل وجه بمراعاة زمن الإنجاز وجودته.

2- حث الإسلام على الإتقان:

وقد حث الإسلام علىه في سائر الأعمال والعبادات لما في ذلك من شعور بالراحة النفسية وكسب الأجر العظيم قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) الكهف 30. وقال سبحانه (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) التوبة 106 والوعد بالرؤية من بعد فيه دعوة للاتقان.

المحور الثاني: مظاهرالإتقان في العبادات:

يعتبر الإتقان في العبادات شرطا من شروط قبولها، ومن مظاهره في العبادات مثلا :

إتقان الوضوء: يكون بالفور واستعمال اقل كمية من الماء “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظافره “رواه مسلم
إتقان الصلاة: يكون بالاستعداد والتزين، قال تعالى ” خذوا زينتكم عند كل مسجد “، وأداؤها بخشوع وسكينة، حيث أنكر رسول الله على رجل الإسراع في صلاته فقال له {ارجع فصل فإنك لم تصل }. رواه البخاري
اتقان الصيام: فال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري
اتقان تلاوة القرآن: الإخلاص في التلاوة، واحترام قواعدها وآدابها. قال عليه السلام: (الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة) رواه مسلم

المحور الثالث: مظاهرالإتقان في العمل:

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) رواه البيهقي في شعب الإيمان. من خلال هذا الحيث يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بإتقان الأعمال دنيوية وأخروية، ومن مظاهر ذلك:

طبيب يعالج وينصح الناس ويوجههم لما فيه مصلحة صحتهم
تلميذ يتفانى في مراجعة دروسه وينجز واجباته المنزلية
موظف يحرص على واجباته ولا يتكاسل في عمله ويحضر في وقته
حرفي يحرص على إرضاء زبنائه بعدم الغش في استعمال المواد الأولية وإنجاز عمله في وقته ….