حق الله تعظيم حدود الله وشعائرهحق الله تعظيم حدود الله وشعائره

حق الله: تعظيم حدود الله وشعائره

وضعية الانطلاق

في لمة شبابية جلس أحمد وسمير وجمال، يتجاذبون أطراف الحديث، فبدأ المؤذن يؤذن لصلاة العصر.

أما أحمد، فقد بادر مسرعا إلى المسجد للصلاة. بينما صديقه سمير أخذ يستهزئ منه ويضحك عليه بصوت مرتفع، والآذان لم ينته بعد. وأما جمال فقد نعث سميرا بالكفر لأنه سخر من صديقه ولم يحترم الأذان.

فما رأيك في تصرف كل واحد؟ وأيهم على الحق؟ ولماذا؟

السند:

قال تعالى: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» الحجرات الآية 1

المحور الأول: مفهوم حدود الله وشعائره وكيفية تعظيمها:

يختلف الناس في تعظيم حدود الله وشعائره، فمنهم من يتهاون في التعظيم ولا يبالي به، ومنهم من يبالغ في التعظيم ويتشدد فيه، ومنهم من يعتدل ويتوسط في الأمر فيستجيب لأمر الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه.

فما مفهوم حدود الله وشعائره؟ وما هو الأساس الذي ينبني عليه ذلك؟ وكيف تعظم حدود الله وشعائره؟ وما هي أنواع شعائر الله؟

1- مفهوم حدود الله وشعائره:

أ- حدود الله:

الحدود جمع، مفردها: حد، وهو المانع الحاجز بين شيئين. وحدود الله محارمه التي حرم علينا الاقتراب منها.

ب- شعائر الله:

الشعائر جمع شعيرة، وهي العلامة التي تدل على الشيء. وشعائر الله معالمه الظاهرة من أمور دينه. منها: بيوته وأوامره وفرائضه وتعاليمه الدالة على الزمان والمكان والاعتقاد.

2- ما هو أساس تعظيم حدود الله وشعائره:

إن تعظيم الله عز وجل يقتضي بالضرورة تعظيم أوامره ونواهيه. بالتالي، الإقبال السريع على الاستجابة للأوامر محبة وطمعا، والابتعاد المطلق عن المحرمات والنواهي خوفا. والنتيجة، يكون تعظيم حدوده وشعائره سبحانه وتعالى. كما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه) البخاري.

بالتالي، فالمؤمن يعظم المحرمات فيخاف منها فلا يقربها، وأما الفاجر فيحتقر المحرمات، ولا يبالي بها. وبالتالي، يكثر منها.

3- كيفية تعظيم حدود الله وشعائره:

أما عن تعظيم حدود الله وشعائره فيتم بأمرين اثنين، هما:

أ- الاستجابة للأمر وجه من وجوه حدود الله وشعائره:

وذلك بأن يقبل العبد على الطاعات، فلا يستهين بها، ولو كانت يسيرة. فالحسنة يكبر أثرها بالنية ومتابعة السنة والمداومة.

ب- الاجتناب للنواهي من حدود الله وشعائره:

بأن يبتعد المسلم عن المعاصي فلا يحتقرها، ولو كانت صغيرة. لأنها أيضا تصبح كبيرة إذا أصر المسلم عليها.

أخيرا، فتعظيم المسلم للحدود وشعائر علامة على تقواه وقوة إيمانه وصدقه.

لذلك، قال تعالى: (ذَٰلِكَۖ وَمَنْ يُّعَظِّمْ شَعَٰٓئِرَ اَ۬للَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَي اَ۬لْقُلُوبِۖ) سورة الحج 30

كما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :(إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه) صحيح البخاري.

المحور الثاني: أمثلة من شعائر الله التي يجب تعظيمها:

تنقسم شعائر الله باعتبار الزمان والمكان وما خلا منهما إلى ثلاثة أقسام:

1- شعائر اعتقادية:

أ- تعريفها:

كل شعيرة لم ترتبط بزمان أو مكان. على سبيل المثال لا الحصر، القرآن الكريم. 

ب- كيف يعظم القرآن الكريم؟

يتم تعظيم القرآن الكريم بتلاوته وحفظه وتدبر آياته والعمل بما فيه من أحكام وشرائع. كما يتم باجتناب مسه بغير طهارة، وعدم إدخاله إلى أماكن الخلاء والنجاسة….

2- شعائر مكانية:

أ- تعريفها:

هي كل شعيرة ارتبطت بمكان. كبيوت الله فهي إحدى أقدس معالم الدين. على سبيل المثال المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. ثم باقي المساجد في العالم.

ب- بماذا تعظم المساجد؟

يكون تعظيم المساجد بتعميرها بالصلاة وعبادة الله وحده. قال الله سبحانه: (وَأَنَّ اَ۬لْمَسَٰجِدَ لِلهِ فَلَا تَدْعُواْ مَعَ اَ۬للَّهِ أَحَداٗۖ) سورة الجن الآية 18.

كما يكون أيضا برفع الأذان فيها، والحفاظ على طهارتها، والالتزام بآدابها، واجتناب اللغو فيها.

3- شعائر زمانية:

أ- تعريفها:

هي كل شعيرة ارتبطت بزمان معين. على سبيل المثال شهر رمضان. فهو عظيم عند الله تعالى ومفضل على سائر الشهور. حيث أنزل فيه القرآن الكريم، وأمر بصيامه، والدليل على ذلك قول الله سبحانه (شَهْرُ رَمَضَانَ اَ۬لذِےٓ أُنزِلَ فِيهِ اِ۬لْقُرْءَانُ هُديٗ لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ اَ۬لْهُد۪يٰ وَالْفُرْقَانِۖ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ اُ۬لشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُۖ) سورة البقرة الآية 184. كما خصه الله بليلة القدر.

ب- بم يعظم رمضان؟

ويكون تعظيم هذا الشهر بصيام نهاره وقيام ليله، واجتناب ما حرم الله.

خلاصة تعظيم حدود الله وشعائره

إن تعظيم حدون الله يكون بتركها كليا. كما أن تعظيم شعائر الله يكون بتلبيتها وسرعة الإقبال عليها بكل محبة. بما يوافق السنة النبوية، عملا صحيحا متواصلا، لم يكن خاضعا للمزاج، فيتشدد هذا ويستخف ذاك. ونتيجة لذلك، وجوابا على إشكال الوضعية فينطبق الأمر على أحمد، فهو الذي مثل الوسطية والاعتدال.

القيم المستفادة:

  • قيمة الرقابة
  • قيمة الإيمان
  • قيمة التقوى.

المزيد من دروس الثانية

تصفح كتاب المنير في التربية الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error

المرجو مشاركة الدروس مع من تعرف من التلاميذ