سورة الحشر الجزء الأولسورة الحشر الجزء الأول

سورة الحشر (الجزء الأول) الآيات 1-10

سورة الحشر (الجزء الأول) الآيات 1-10

تمهيد:

القرآن الكريم كتاب أوحاه الله الى نبيه صلى الله عليه وسلم دليلا على صدق نبوته وهاديا الى الحق ومنهاجا لحياة الانسان في الدنيا ونورا في الآخرة. فمن اتخذه دليلا بلغ به إلى الجنة ومن أهمله وأهانه كب على وجهه في نار جهنم. وهو مكي مدني؛ فأما المكي فيركز على العقيدة والأخلاق الفردية، وأما المدني فيركز على التشريع والأخلاق الجماعية التي تهم العلاقات المجتمعية، وفي هذا الإطار تدخل سورة الحشر.

  1. فما هو تعريفها؟ وما موضوعها؟ وما سبب نزولها؟
  2. وما مضمونها؟ وما العبر والقيم المستقاة منها؟

تعريف بسورة الحشر

توثيق سورة الحشر:

  1. نوعها: مدنية؛
  2. عدد آياتها: 24 آية؛
  3. ترتيبها: 59؛ تقع بين سورتي الممتحنة والمجادلة.

موضوع سورة الحشر :

تتحدث سورة الحشر عن بني النضير وكيفية إجلائهم من أوطانهم، كما تهتم بالجانب التشريعي وبيان المؤمنين الصادقين والمخادعين المنافقين، ومصير كل فئة منهما.

سبب نزول سورة الحشر:

نزلت سورة الحشر في حق بني النضير وهم طائفة من اليهود يقطنون بجانب المدينة، خرج اليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن هادنهم عند قدومه الى المدينة، فسألهم أن يعينوه في دية الكلابيين الذين قتلهم عمرو بن أمية، .. فقالوا: نفعل يا أبا القاسم، فلما خلا بعضهم ببعض تآمروا على قتله، فنبأ الله نبيه فقام مسرعا الى المدينة، فكان هذا سببا في إجلائهم .

قراءة سورة الحشر (الجزء الأول)

النص القرآني:

بسم الله الرحمن الرحيم سَبَّحَ لِلهِ مَا فِے اِ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِے اِ۬لَارْضِۖ وَهُوَ اَ۬لْعَزِيزُ اُ۬لْحَكِيمُۖ (1) هُوَ اَ۬لذِےٓ أَخْرَجَ اَ۬لذِينَ كَفَرُواْ مِنَ اَهْلِ اِ۬لْكِتَٰبِ مِن دِيٰ۪رِهِمْ لِأَوَّلِ اِ۬لْحَشْرِۖ مَا ظَنَنتُمُۥٓ أَنْ يَّخْرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اَ۬للَّهِ فَأَت۪يٰهُمُ اُ۬للَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْۖ ۞وَقَذَفَ فِے قُلُوبِهِمُ اُ۬لرُّعْبَۖ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِے اِ۬لْمُومِنِينَ فَاعْتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِے اِ۬لَابْصٰ۪رِۖ (2) وَلَوْلَآ أَن كَتَبَ اَ۬للَّهُ عَلَيْهِمُ اُ۬لْجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمْ فِے اِ۬لدُّنْي۪اۖ وَلَهُمْ فِے اِ۬لَاخِرَةِ عَذَابُ اُ۬لنّ۪ارِۖ (3) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اُ۬للَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَنْ يُّشَآقِّ اِ۬للَّهَ فَإِنَّ اَ۬للَّهَ شَدِيدُ اُ۬لْعِقَابِۖ (4) مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ اَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَيٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اِ۬للَّهِ وَلِيُخْزِيَ اَ۬لْفَٰسِقِينَۖ (5)

وَمَآ أَفَآءَ اَ۬للَّهُ عَلَيٰ رَسُولِهِۦ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٖ وَلَا رِكَابٖ وَلَٰكِنَّ اَ۬للَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَيٰ مَنْ يَّشَآءُۖ وَاللَّهُ عَلَيٰ كُلِّ شَےْءٖ قَدِيرٞۖ (6) مَّآ أَفَآءَ اَ۬للَّهُ عَلَيٰ رَسُولِهِۦ مِنَ اَهْلِ اِ۬لْقُر۪يٰ فَلِلهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِے اِ۬لْقُرْب۪يٰ وَالْيَتَٰم۪يٰ وَالْمَسَٰكِينِ وَابْنِ اِ۬لسَّبِيلِ كَےْ لَا يَكُونَ دُولَةَۢ بَيْنَ اَ۬لَاغْنِيَآءِ مِنكُمْۖ وَمَآ ءَات۪يٰكُمُ اُ۬لرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَه۪يٰكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْۖ وَاتَّقُواْ اُ۬للَّهَۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ شَدِيدُ اُ۬لْعِقَابِۖ (7) لِلْفُقَرَآءِ اِ۬لْمُهَٰجِرِينَ اَ۬لذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيٰ۪رِهِمْ وَأَمْوَٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاٗ مِّنَ اَ۬للَّهِ وَرِضْوَٰناٗ وَيَنصُرُونَ اَ۬للَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۖ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اُ۬لصَّٰدِقُونَۖ (8) وَالذِينَ تَبَوَّءُو اُ۬لدَّارَ وَالِايمَٰنَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِے صُدُورِهِمْ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُوثِرُونَ عَلَيٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٞۖ وَمَنْ يُّوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اُ۬لْمُفْلِحُونَۖ (9) وَالذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اَ۪غْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَٰنِنَا اَ۬لذِينَ سَبَقُونَا بِالِايمَٰنِ وَلَا تَجْعَلْ فِے قُلُوبِنَا غِلّاٗ لِّلذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌۖ (10) ۞

القواعد التجويدية

قاعدة نقل الهمز:

تنقل حركة الهمزة إلى الحرف الساكن الصحيح قبلها، على أن يكون منفصلا في آخر الكلمة السابقة، والهمزة في أول الكلمة التالية. مثال: مِنَ اَهْلِ

قاعدة المد المتصل:

 المد المتصل هو إطالة للصوت بقدر ست حركات، وصورته أن يتقدم حرف المد ( ا و ي ) على سبب المد (الهمزة) في نفس الكلمة. مثل: اُ۬لْجَلَآءَ 

قاعدة المد المنفصل:

المد المنفصل هو إطالة للصوت بقدر ست حركات، وصورته أن يتقدم حرف المد في آخر الكلمة الأولى وسبب المد في بداية الكلمة الثانية. مثل: اَ۬لذِےٓ أَخْرَجَ  و وَلَوْلَآ أَن

فهم سورة الحشر (الجزء الأول)

شرح المفردات

  1. سبح: أي نزه وقدس؛
  2. العزيز: القوي القاهر فوق عباده؛
  3. الذين كفروا من أهل الكتاب: هم يهود بني النضير؛    
  4. أفاء: أعاد ورد؛
  5. لأول الحشر: أول مرة يخرج فيها اليهود من جزيرة العرب إلى الشام؛
  6. حصونهم: قلاعهم؛
  7. الجلاء: الخروج من الأوطان؛
  8. من يشاق الله: أي من يخالف أمر الله ويعادي دينه أو يعانده؛
  9. لينة: نخلة؛
  10. أوجفتم: أسرعتم وباغتتم؛
  11. الفيء: هو ما يؤخذ من مال الكفار بحق من غير قتال؛
  12. دولة بين الأغنياء: حكرا يتداوله الأغنياء ولا يناله الفقراء؛
  13. يبتغون فضلا: رزقا؛
  14. تبوؤوا الدار: سكنوا المدينة المنورة؛
  15. حاجة: حسدا، أي أنهم لا يحسدون المهاجرين على ما أعطوا من مال الفيء؛
  16. ويوثرون على أنفسهم: يفضلون المهاجرين على أنفسهم؛
  17. خصاصة: فقر وحاجة شديدة؛
  18. ومن يوق شح نفسه: ومن يجنبه الله بخل نفسه؛
  19. غلا: حقدا وبغضا.

المعنى الإجمالي

بيان الآيات لواقعة بني النضير، وكيفية إجلائهم من وطنهم لغدرهم بالرسول، ومناقضتهم للعهد، وتوضيحها أحكام الفيء الذي رده الله على رسوله تنويهه سبحانه وتعالى بالمهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وحثه إيانا على محبتهم وموالاتهم.

المعاني الجزئية لسورة الحشر (الجزء الأول)

  1. الآية 1: بيان الآية أن كل المخلوقات تنزه الله وتعظمه. 
  2. الآيتان 2-3: ذكر مظاهر قدرة الله عز وجل بإجلائه لليهود من أوطانهم. وقذفه الرعب في قلوبهم.
  3. الآيتان 4-5: بيان الآية لسبب إخراج اليهود وكيفية حصارهم، والإذن بقطع النخيل لإذلالهم.
  4. الآيتان 6-7: بين الآية للفيء ومستحقيه، وجزاء من يأخذه بغير حق.
  5. الآية 8: الصدق أهم صفات المهاجرين بدليل الهجرة وترك الأموال والديار.
  6. الآية 9: الإيثار والمحبة أهم صفات الأنصار الذين فضلوا ضيوفهم على أنفسهم.
  7. الآية 10: الاعتراف بالفضل والاستغفار للسابقين أهم صفات التبعين بإحسان.

استخراج العبر والأحكام

العبر والعظات

  1. ظفر المؤمنين بأموال بني النضير بلا قتال ولا عذاب يجلي قدرة الله وإرادته؛
  2. الغدر والخيانة أخلاق دنيئة لا ينبغي التسامح معها؛
  3. فضحه عز وجل لليهود وكشفه لنواياهم الخبيثة، فيه تأييد لرسوله الكريم؛
  4. الخوف والرعب جند من جند الله يسلطه على من يشاء؛
  5. قطع النخل واحراقه فيه نكال وخزي وإذلال للخائنين من بني النضير.
  6. التآلف والتآزر والتعاون من أسباب النصر.

الأحكام

  1. جواز قطع النخيل والأشجار لضرورة الحرب وهزم الأعداء؛
  2. وجوب توزيع أموال الفيء على المستحقين والمحتاجين؛
  3. حرمة الأخذ من مال الفيء دون استحقاق ولا إذن من النبي صلى الله عليه وسلم.
  4. وجوب محبة الصحابة رضوان الله عليهم والاقتداء بهم والترضي عليهم.

استنباط القيم

  1. قيمة العزة: فالمسلم لا يرضى باعتداءات الغير عليه، وبالتالي يحارب الظالمين.
  2. قيمة الإيثار: كما فعل الأنصار مع المهاجرين يجب علينا أن نفعل مع المحتاجين بيننا.
  3. قيمة الصدق: فالصدق الذي جعل المهاجرين يضحون بكل ما يملكون.

المزيد من دروس الثالثة

تصفح كتاب في رحاب التربية الإسلامية للثالثة

One thought on “سورة الحشر (الجزء الأول) الآيات 1-10 الدرس الأول للثالثة إعدادي”
  1. زاكم الله خيرًا على هذه الدروس القيمة حول سورة الحشر. المعلومات التي قدمتموها توضح الكثير عن معاني السورة وأهميتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error

المرجو مشاركة الدروس مع من تعرف من التلاميذ