سورة الحديد من الآية 1 إلى 9سورة الحديد من الآية 1 إلى 9

المدخل: التزكية

سورة الحديد من الآية 1 إلى 9

الفئة المستهدفة: الثالثة إعدادي.

تمهيد:

إذا كانت سورة الحشر قد عالجت قيم الصدق والإيثار والتضحية، وتحدثت عن الأنصار والمهاجرين ويهود بني النضير وعلاقتهم بالمنافقين، فإن سورة الحديد بالمقابل قد ركزت على قيم الإيمان والإنفاق والوفاء وربطت بينها، وتحدثت عن الفرق بين المؤمنين والمشركين والمنافقين، وهو توافق جميل سنقف عليه.

توثيق وتعريف بسورة الحديد:

سورة الحديد مدنية، وعدد آياتها 28 وهي من المفصل، ترتيبها في المصحف 57، وهي من المسبحات، بدأت ب: “سبح”.

سبب تسمية سورة الحديد:

سميت بهذا الاسم لأن الله عز وجل ذكر فيها الحديد باعتباره مادة جعل الله فيها قوة عظيمة يستغلها البشر في حياتهم.

سبب نزول سورة الحديد

ورد في بعض آيات سورة الحديد أسبابٌ للنّزول، فقول الله -تعالى-: (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ) قيل إنّها نزلتْ في الصّحابي الجليل أبي بكر الصّدّيق حيث سأل جبريل رسول الله عن سبب لبسه للباس رث مع أنه غني، فأجاب رسول الله جبريل أنه قد أنفق كل ماله في سبيل الله قبل الفتح، فأنزل الله الآية.

وأما قوله تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) فقيل إنّ هذه الآية نزلت بعد هجرة رسول الله إلى المدينة بعامٍ واحد، وقد نزلت في المنافقين، حيث سألوا سلمانَ الفارسيّ أنْ يقول لهم ما في التّوراة وما فيه من العجائب.

مواضيع سورة الحديد:

هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعني بالتشريع والتربية والتوجيه، وتبني المجتمع الإسلامي على أساس العقيدة الصافية والخلق الكريم والتشريع الحكيم. وقد اعتنت بشكل كبير بالإنفاق في سبيل الله وذلك نظرا لأهميته في بناء مجتمع صالح ومتكافل، وقرنته بالإيمان بالله واستحضار عظمته. وذلك لإدراك حقيقة الدنيا الفانية وبيان فضل الله على أمتنا الإسلامية.

القواعد التجويدية:

الإظهار:

هو: إظهار النطق بالنون الساكنة أو التنوين إذا جاء بعدهما حرف من حروف الحلق التالية: ( ء هـ ع ح خ غ ع )؛ مثالها: شَےْءٍ عَلِيمٌۖ- مِنْهَا

الإخفاء:

هو: إخفاء نطق النون الساكنة أو التنوين بشكل متوسط بين الإظهار والإدغام، إذا جاء بعدهما حرف من الحروف التالية: ( ت ث – د ذ – ج – ز – س ش – ص ض – ط ظ – ف ق ك ). مثاله: شَےْءٖ قَدِيرٌۖ – كُنتُمْۖ

الإدغام:

إدخال النون الساكنة أو التنوين في أحد حروف الإدغام التالية ( ي ر م ل و ن ) مع النطق به مشددا من جنس الحرف الثاني.

وهو نوعان:

  • إدغام بغنة: إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذه الأحرف ( ي ن م و )؛ مثل: أَعْظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ
  • إدغام بغير غنة: إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذين الحرفين ( ر ل )؛ مثل: بَيِّنَٰتٖ لِّيُخْرِجَكُم

المقطع الأول من سورة الحديد:

بِسْمِ اِ۬للَّهِ اِ۬لرَّحْمَٰنِ اِ۬لرَّحِيمِ

سَبَّحَ لِلهِ مَا فِے اِ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَالَارْضِۖ وَهُوَ اَ۬لْعَزِيزُ اُ۬لْحَكِيمُۖ ١ لَهُۥ مُلْكُ اُ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَالَارْضِ يُحْيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَےْءٖ قَدِيرٌۖ ٢ هُوَ اَ۬لَاوَّلُ وَالَاخِرُ وَالظَّٰهِرُ وَالْبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَےْءٍ عَلِيمٌۖ ٣

هُوَ اَ۬لذِے خَلَقَ اَ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَالَارْضَ فِے سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ اَ۪سْتَو۪ىٰ عَلَى اَ۬لْعَرْشِۖ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِے اِ۬لَارْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ اَ۬لسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمُۥٓ أَيْنَ مَا كُنتُمْۖ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٞۖ ٤ لَّهُۥ مُلْكُ اُ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَالَارْضِۖ وَإِلَى اَ۬للَّهِ تُرْجَعُ اُ۬لُامُورُۖ ٥ يُولِجُ اُ۬ليْلَ فِے اِ۬لنَّه۪ارِ وَيُولِجُ اُ۬لنَّهَارَ فِے اِ۬ليْلِۖ وَهُوَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ اِ۬لصُّدُورِۖ ٦ ۞

 ءَامِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِۖ فَالذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمُۥٓ أَجْرٞ كَبِيرٞۖ ٧ وَمَا لَكُمْ لَا تُومِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُومِنُواْ بِرَبِّكُمْ وَقَدَ اَخَذَ مِيثَٰقَكُمُۥٓ إِن كُنتُم مُّومِنِينَۖ ٨ هُوَ اَ۬لذِے يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِۦٓ ءَايَٰتِۢ بَيِّنَٰتٖ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ اَ۬لظُّلُمَٰتِ إِلَى اَ۬لنُّورِۖ وَإِنَّ اَ۬للَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞۖ ٩ 

تحليل النص القرآني:

القاموس اللغوي:

  • الأول والآخر: الأول من غير بداية والآخر من غير نهاية.
  • الظاهر والباطن: الظاهر متجليا لذوي العقول والمتخفي عن العيون,
  • يَلِجُ: يدخل.
  • ما يعرج فيها: أي ما يصعد إليها من الملائكة والأعمال.
  • مُسْتَخْلِفِينَ فِيهِ: أي يخلف بعضكم بعضا فيه.
  • أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ: أشهدكم على أنفسكم في عالم الذر على الإيمان بالله سبحانه.

المعنى الإجمالي للشطر:

في هذا الشطر يبين الله عز وجل قدرته العظيمة المتجلية في مخلوقاته الموجودة في السماء والأرض، وقدرته على الإحياء والإماتة، ودعوته سبحانه الناس إلى الإيمان به وبرسوله والإنفاق من المال الذي جعلهم مستخلفين فيه، وبين سبحانه حال المؤمنين وفضل الله عليهم في الهداية.

المعاني الجزئية:

  • الآية 1 التذكير بحقيقة تسبيح الكون لله، وأن كل المخلوقات تعبد الله وتسبح له، غريزة وفطرة أو تدينا.
  • الآيات 2-6 التذكير بعظمة الله تعالى وجلال قدره، متمثلا ذلك في أوليته الأزلية وآخريته الأبدية وأنه خالق الكون ومالكه والمتحكم فيه.
  • الآية 7 المال مال الله استخلفنا فيه، لذا رغبنا في إنفاقه في وجوه الخير.
  • الآية 8 حفظ ميثاق الإيمان والإبرار به شرط في صحة الإيمان بالله.
  • الآية 9 بيان أن الله هو منزل القرآن الكريم رحمة ورأفة بالمؤمنين.

الأحكام والقيم المستفادة:

  • وجوب التسليم بوحدانية الله وتحكمه في الكون.
  • وجوب الإنفاق في سبيل الله.
  • وجوب الوفاء بالعهد.

العبر المستفادة:

  • الله قوي وغني عن كل المخلوقات.
  • علم الله محيط وقدرته شاملة لجميع المخلوقات.
  • الإنفاق في سبيل الله دليل الإيمان وسبيل النجاة.
  • المال لله نتصرف فيه.

المزيد من دروس الثالثة

تصفح كتاب في رحاب التربية الإسلامية للثالثة إعدادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error

المرجو مشاركة الدروس مع من تعرف من التلاميذ