حق الله التوحيد والإخلاصحق الله التوحيد والإخلاص

حق الله: التوحيد والإخلاص

وضعية الانطلاق

يذهب بعض الناس إلى المواسم الشعبية وفي نيته طلب المدد من الأضرحة، فيطوفون حول الضريح ويذبحون تقربا له. كما يسألون منه العون والتوفيق في بعض الأمور. كذلك هناك آخرون يرون أن هذه الأفعال منافية لتوحيد الله والإخلاص له.

فما رأيك في ذلك؟

المحور الأول: معنى حق الله التوحيد والإخلاص:

لقد خلق الله الخلق ورتب الحقوق المتبادلة بينهم، وبينهم وبين الله. كما أقر الواجبات على كل طرف، فكل واجب من جهة يقابله حق في الجهة المقابلة. بالتالي، لا يستحق الحق إلا بأداء الواجب. وأهم هذه الحقوق والواجبات هي التوحيد والإخلاص لله.

فما معنى الحق؟ وماذا يعني التوحيد؟ وما دلالة الإخلاص؟

معنى الحق:

هو مصلحة مقررة شرعا، أي أنه مصلحة ينالها طالبها بشرط ألا تخالف الشرع. فالمصالح كثيرة مثل الربح، فهو مصلحة يمكن أن يكون حقا إذا وافق الشرع. كما يمكن أن يكون باطلا إذا خالف تعاليم الشرع. بالتالي فالربح من التجارة حق، والربح من الربا باطل، مع أن كليهما مصلحة.

ويقابل الحق الواجب، ومثال ذلك حق الجنة والواجب عليهم توحيد الله. كما صح عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ – رضي الله عنه – قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ. قَالَ: فَقَالَ: يَا مُعَاذُ! أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ وما حقُّ العبادِ عَلَى الله؟ قَالَ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللّهِ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً. وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً» رواه البخاري

معنى التوحيد:

هو إفراد الله بالعبادة، وبما يختص به من صفات الكمال والجلال والتعظيم. وضده الشرك. وخير دليل على ذلك سورة الفاتحة، حيث قال الله:

بِسْمِ اِ۬للَّهِ اِ۬لرَّحْمَٰنِ اِ۬لرَّحِيمِ اِ۬لْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ اِ۬لْعَٰلَمِينَ (1)اَ۬لرَّحْمَٰنِ اِ۬لرَّحِيمِ (2) مَلِكِ يَوْمِ اِ۬لدِّينِۖ (3) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُۖ (4) اُ۪هْدِنَا اَ۬لصِّرَٰطَ اَ۬لْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَٰطَ اَ۬لذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (6) غَيْرِ اِ۬لْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا اَ۬لضَّآلِّينَۖ (7)

ففيها إقرار بالربوبية وإثبات للصفات وإفراد للعبادة لله والاستعانة والاستعاذة به وحده.

معنى الإخلاص:

هو قصد الله تعالى بالعبادة والعمل، وهو من أعمال القلوب التي لا يعلم حقيقتها غير الله تعالى. وضده الرياء والنفاق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم

المحور الثاني: أهمية حق الله التوحيد وأقسامه في الإسلام:

أهمية حق الله التوحيد:

للتوحيد أهمية كبرى ودرجة رفيعة في الإسلام، وهو حق لله على العباد، وتنبع أهميته من كونه:

  • أول ركن وأعظمه في الإسلام: فهو المفتاح الذي يمكن من خلاله دخول الإسلام
  • كذلك هو أفضل العبادات وأعظمها: لا جزاء لصاحبه إلا الجنة.
  • أيضا هو غاية خلق الجن والانس.
  • تحقيقه فوز وتضييعه خسران: فالله لا يغفر أن يشرك به ويغفر غيره لمن يريد. كما قال سبحانه وتعالى: (اِنَّ اَ۬للَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُّشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَّشَآءُۖ) سورة النساء الآية 47

أقسام التوحيد

ينقسم التوحيد إلة ثلاثة اقسام هي:

  • توحيد الربوبية: الإقرار بوجود الله تعالى وأنه هو الخالق والرازق والمتصرف في الكون …
  • توحيد الألوهية: إفراد الله بالعبادة والاعتقاد بأحقيته وحده لها.
  • توحيد الأسماء والصفات: الإيمان بأسمائه وصفاته سبحانه كما أخبرنا، بما يليق بعظمته وكماله، من غير تشبيهه بأحد مخلوقاته ولا تكييفه أو تجسيمه بهيئة معينة.

المحور الثالث: الإخلاص حق الله وعلاقته بالتوحيد وثمراته:

علاقة الإخلاص بالتوحيد:

الإخلاص مرتبط بالتوحيد تمام الارتباط، بل هو أعلى درجات التوحيد وأنقاها.

ثمرات الإخلاص:

إن الإخلاص لله أمر في غاية الأهمية، وهو ما يفسر عظم الثمرات التي يجنيها المخلص، ومنها:

  • قبول الأعمال، قال عليه السلام: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغى به وجهه) النسائي
  • نيل الشفاعة، قال عليه السلام: (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه) البخاري
  • دخول الجنة، قال عليه السلام: (إن الله قد حرم النار على من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) متفق عليه.
  • الحفظ والنصرة، قال تعالى: (كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ اُ۬لسُّوٓءَ وَالْفَحْشَآءَۖ ا۪نَّهُۥ مِنْ عِبَادِنَا اَ۬لْمُخْلَصِينَۖ) سورة يوسف الآية 24

استنتاجات وأحكام هامة:

  • السعادة مقترنة بتوحيد الله والإخلاص له في العبادة؛
  • لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛
  • لا يجوز الذبح لغير الله لأنه ينافي التوحيد والإخلاص؛
  • لا تجوز الاستعانة بميت؛
  • لا يجوز الطواف بغير الكعبة لأنه أمر مخالف للشرع الإسلامي.

تصفح كتاب في رحاب التربية الإسلامية للأولى إعدادي

تصفح كتاب في رحاب التربية الإسلامية للأولى إعدادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error

المرجو مشاركة الدروس مع من تعرف من التلاميذ