درس الهجرة إلى المدينة حماية الدعوة وبناء الدولةدرس الهجرة إلى المدينة حماية الدعوة وبناء الدولة

 الهجرة إلى المدينة: حماية الدعوة وبناء الدولة

تمهيد:

تعد الهجرة النبوية أهم حدث في تاريخ الإسلام بعد البعثة نفسها، فهي بعثة جديدة للإبقاء على الإسلام وتبليغه لنا، ولولاها ما كنا مسلمين، فبهذه الهجرة أسست الدولة التي حمت الدعوة إلى أن بلغها رسول الله ومن بعده إلى العالمين.

فما هي الهجرة؟ وكيف تمت؟

المحور الأول: وقائع الهجرة إلى المدينة:

مفهوم الهجرة النبوية:

الهجرة النبوية هي خروج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة تاركا داره وماله بعد إذن الله له بالخروج وبعد مبايعة الأنصار له في  بيعتي العقبة الأولى والثانية على الإيمان والنصرة والإيواء والفداء.

أسباب الهجرة إلى المدينة:

قال الله تعالى: {وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30.

  • عدم تقبل مكة للإسلام ابتداء.
  • تعرضه عليه الصلاة والسلام هو وصحابته للإيذاء والاضطهاد.
  • استعداد المدينة المنورة لقبول الدعوة الإسلامية  وترحيب أهلها بالإسلام.
  • رغبته عليه الصلاة والسلام في الحفاظ على حياة الذين اتبعوه.
  • ضرورة البحث عن مكان يحتضن الدعوة ويكون منطلقا لبناء الدولة الإسلامية.
  • بالإضافة إلى ذلك، فالهجرة من سنن الأنبياء.

وقائع الهجرة إلى المدينة:

قال سبحانه وتعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } التوبة40

  • فهذه الآية تصف لنا إحدى أهم وقائع الهجرة وهي المكوث بالغار، وهي من أمور التدبير.
  • التخطيط المبكر للهجرة ويتجلى ذلك من خلال ما يلي:
    • بيعة العقبة الأولى وارسال سيدنا مصعب بن عمير رضي الله عنه.
    • أيضا بيعة العقبة الثانية التي مهدت الطريق للهجرة وذلك بانتشار الإسلام في المدينة ومبايعتهم للرسول صلى الله عليه وسلم على الحماية والنصرة
  • اختيار الصديق الرفيق في الطريق (سيدنا أبي بكر رضي الله عنه) وإخباره في الوقت المناسب.
  • التسلل ليلا في غفلة عن قريش والتوجه جنوبا على طريق اليمن.
  • الإختباء في غار ثور ثلاث ليال ريثما تخف مطاردة قريش للرسول صلى الله عليه وسلم.
  • كذلك، تكليف عبد الله بن أبي بكر ليأتيهما بأخبار قريش وتحركاتها .
  • أيضا، تكليف عامر بن فهيرة راعي أبي بكر بإراحة الأغنام عند الغار مساء كل يوم ليشربا من لبنها وتطمس حوافرها آثار الأقدام.
  • استئجار الدليل الأمين ليرشدهما إلى الطريق الآمنة.

بالتالي، فقد نجاهم الله من كيد قريش.

المحور الثاني : وفاء الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم إياه:

فداء المهاجرين دين الله بأموالهم وأنفسهم:

قال جل من قائل: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) سورة الحشر

  • فمن خلال هذه الآية نقف على أهم فداء للمهاجرين رضوان الله عليهم، ألا وهو التضحية بكل بأموالهم وديارهم ابتغاء رضوان الله ونصرة لنبيه.
  • بالإضافة إلى:
  • هجرتهم الأولى إلى الحبشة فرارا من فتنة قريش.
  • معاناتهم من الحصار والتجويع في شعب بني هاشم لثلاث سنين.
  • مبيت سيدنا علي على فراش الرسول صلى الله عليه وسلم
  • استعداد أبي بكر للموت فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهما في الغار.

مظاهر نصرة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم :

قال الله تعالى في حق الأنصار:(وَالذِينَ تَبَوَّءُو اُ۬لدَّارَ وَالِايمَٰنَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِے صُدُورِهِمْ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُوثِرُونَ عَلَيٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٞۖ) سورة الحشر الآية 9

  • إيواؤهم له وللمهاجرين.
  • اقتسامهم لأموالهم وبيوتهم مع المهاجرين.
  • نصرتهم له في غزواته وتضحيتهم بأرواحهم من أجل حمايته وإعلاء كلمة الله.

نتائج الهجرة إلى المدينة:

من بين نتائج نجاح الهجرة ما يلي:

  • نجاة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم من أذى كفار قريش الذي زاد وطغى حتى وصل إلى محاولة اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • أيضا إقامة الدولة الإسلامية على أسس متينة منها :
    • ترسيخ مبدأ الأخوة بين الأنصار والمهاجرين .
    • القضاء التام على الأحقاد التي كانت سائدة بين الأوس والخزرج وذلك بتوحيدهم تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
    • أيضا، بناء المؤسسات والمتمثلة في بناء المسجد النبوي كمكان للعبادة وتكوين شخصية المسلم وتقويمها وعقد ألوية الحرب والتشاور في جميع الأمور…
  • كذلك، صلة الأمة بالأجانب عنها ممن لا يدينون دينها ، بغرض تحقيق التعايش والأمن.

العبر المستقاة من درس الهجرة إلى المدينة:

  • النصر بيد الله يؤتيه من يشاء.
  • التوكل على الله ثم اتخاذ الأسباب طريق النصر.
  • عدم نصرة الله لنبيه في هذا الحدث الخطير بمعجزة، فيها دليل على وجوب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في حل مشاكلنا.
  • رحلة الإسراء والمعراج لا يترتب على فشلها خطر على الإسلام، ومع ذلك تمت بمعجزة، بينما الهجرة النبوية قد يترتب على فشلها نهاية الإسلام، ومع ذلك تمت بتدبير بشري، وذلك كي يعلمنا ضرورة التدبير الحكيم لمشاكلنا.
  • أيضا، فالهجرة علمتنا كيفية التوكل على الله.

المزيد من دروس الثالثة:

تصفح كتاب في رحاب التربية الإسلامية:

One thought on “ الهجرة إلى المدينة، حماية الدعوة وبناء الدولة: الدرس الثالث للثالثة إعدادي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error

المرجو مشاركة الدروس مع من تعرف من التلاميذ