الدروس

التأهيلي

الإعدادي

تعد دروس التربية الإسلامية في التعليم الثانوي مرحلة أساسية في بناء شخصية المتعلم المسلم الناضجة الواعية. كما تشكل امتدادا لما تلقاه في المرحلة الإعدادية، لكنها تتعمّق أكثر في الفهم والتحليل والاستنباط، وتربط بين الإيمان والعمل والسلوك. تهدف هذه الدروس إلى ترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة في وجدان المتعلم. وكذلك تنمية وعيه الأخلاقي والاجتماعي، وتمكينه من مواجهة تحديات العصر بروح منفتحة وإيمان راسخ.

تقدم الدروس وفق مداخل متكاملة تشكل منظومة تربوية متناسقة؛ فـمدخل التزكية يعنى بتطهير النفس وتعميق صلتها بالله من خلال مواضيع العقيدة والعبادات، مثل التوحيد وأدلته والإيمان بالقضاء والقدر. أما مدخل الاقتداء فيركّز على دراسة السيرة النبوية وسير الصحابة والأنبياء، لتكون نماذج ملهمة في الصبر والقيادة والإصلاح. ومدخل الاستجابة يعتني ببيان الأحكام الفقهية العملية التي تنظم حياة المسلم في العبادات والمعاملات، مثل فقه العبادات وفقه الأسرة.

في حين يعالج مدخل القسط القضايا المرتبطة بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وواجباته في ضوء القيم الإسلامية، مثل حق الله وحق النفس وحق الغير. أما مدخل الحكمة فينمي التفكير التأملي والنقدي، من خلال مواضيع تتناول القناعة والرضا. كما تتناول أيضا ضبط الغرائز، وتنظيم الحياة وفق التوازن الإسلامي بين المادة والروح.

إن هذه المداخل جميعها تسعى إلى إعداد متعلم مؤمن بربه، متخلق بقيمه، فاعل في مجتمعه. وكذلك قادر على التمييز بين الحق والباطل في زمن تتعدد فيه المرجعيات والأفكار. كما أنّ اعتماد التربية الإسلامية على النصوص القرآنية والحديثية، وربطها بالواقع المعيش، يجعلها مادة حيّة تربي العقل والروح معًا، وتسهم في بناء المواطن الصالح الذي يجسد الإسلام سلوكًا وعدلاً ورحمة.