فقه العبادات: الصلاة الزكاة الصيام – المفاهيم والمقاصد، الدرس الرابع للجذع المشترك | مدونة الأستاذ

المحتويات

1 تمهيد
2 النص التأطيري
3 تحليل محاور الدرس:
- 3.1 المحور الأول: مفهوم الصلاة والزكاة والصيام
- 3.2 المحور الثاني: مقاصد الصلاة والزكاة والصيام
4 الخلاصة:
5 للمزيد من الدروس:

فقه العبادات: الصلاة – الزكاة – الصيام

تمهيد

شرع الله تعالى للمسلم عبادات عظيمة تربيه وتزكّي نفسه وتبني علاقته بربه وبمجتمعه، ومن أهمها: الصلاة والزكاة والصيام؛ فهي أساس إصلاح القلب، وتحقيق التقوى، ونشر المحبة والتكافل بين الناس.
وهنا نتساءل:

ما مفهوم الصلاة والزكاة والصيام؟ ولماذا فرضها الله على عباده؟
ما أثر هذه العبادات على الفرد والمجتمع؟
وكيف تسهم في بناء شخصية المسلم الصالح؟

النص التأطيري

قال تعالى:
﴿وَإِذِ اعتَزَلتُموهُم وَما يَعبُدونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الكَهفِ يَنشُر لَكُم رَبُّكُم مِن رَحمَتِهِ وَيُهَيِّئ لَكُم مِن أَمرِكُم مِرفَقًا﴾ سورة الكهف: 16

مضمون الآية:

تبين الآية مكانة الإيمان والالتجاء إلى الله في حفظ الدين وصلاح حال المؤمنين، وأن من ترك ما يغضب الله وأطاعه نال رحمته وتيسيره.

ربط النص بالدرس:

العبادات الكبرى (الصلاة – الزكاة – الصيام) هي من أعظم ما يحفظ به المسلم دينه ويَرقى إيمانه، فهي مظاهر التزام وثبات على طريق الهداية.

تحليل محاور الدرس:

المحور الأول: مفهوم الصلاة والزكاة والصيام

العبادة	مفهومها	حكمها	حقيقتها	أهميتها
الصلاة	لغة: الدعاء. وشرعا: عبادة مخصوصة ذات أقوال وأفعال مخصوصة تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم. قال عليه السلام «تحريمها التكبير وتحليلها التسليم» رواه أبو داود	فرض عين، لقوله تعالى: وَأَقِيمُواْ اُ۬لصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ اُ۬لزَّكَوٰةَ وَارْكَعُواْ مَعَ اَ۬لرَّٰكِعِينَۖ (42) البقرة 42	صلة بين العبد وربه، وخضوع وخشوع لله وحده، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ طه: 14	* عماد الدين وأعظم أركانه بعد الشهادتين، قال رسول الله: “رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة” رواه الترمذي * لا ينظر يوم القيامة لأعمال العبد ما لم تقبل صلاته.
الزكاة	لغة: التطهير، والنماء والزيادة يقال زكا الزرع إذا نما وزاد. وشرعاً: إخراج جزء مخصوص من مال مخصوص إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول.		طهرة للمال والنفس، وتضامن مع المحتاج. قال تعالى: ﴿خُذْ مِنَ اَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمُۥٓۖ﴾ التوبة 104	* هي الركن الثالث من أركان الإسلام. * هي وسيلة لتوزيع الثروة وتحقيق التكافل بين المسلمين.
الصيام	لغة: الكف أو الامتناع وشرعا: هو الكف عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد لله. قال تعالى: ﴿وَكُلوا وَاشرَبوا حَتّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ﴾ البقرة: 187	فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ اُ۬لصِّيَامُ ﴾ البقرة: 183	كف النفس عن كل الممنوعات الدائمة والمؤقتة وضبطها، قال عليه السلام: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه“	* هو الركن الرابع من أركان الإسلام. * هو عمل خالص لله دون غيره من الأعمال، قال تعالى في الحديث القدسي: “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به“

المحور الثاني: مقاصد الصلاة والزكاة والصيام

العبادة	المقاصد الروحية	المقاصد التربوية	المقاصد الاجتماعية	المقاصد الاقتصادية
الصلاة	تعميق الإيمان والخشوع وتجديد الصلة بالله، قال الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ طه: 14	الانضباط وضبط الجوارح والسلوك، قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ العنكبوت: 45	توحيد المسلمين وتقوية الروابط بينهم ، لذلك وجبت الجماعة، قال ﷺ: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبعٍ وعشرين درجة» متفق عليه	تنظيم الوقت ومنع الكسل مما يحفز على الإنجاز لقوله تعالى: إِنَّ اَ۬لصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَي اَ۬لْمُومِنِينَ كِتَٰباٗ مَّوْقُوتاٗۖ (102) النساء
الزكاة	تطهير النفس من الشح والبخل والحقد، قال تعالى: ﴿تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ التوبة: 103	تربية خلق السخاء والإحسان، قال سبحانه: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفلِحُونَ﴾ الحشر: 9	التكافل ومحاربة الفقر، قال الله تعالى: إِنَّمَا اَ۬لصَّدَقَٰتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَٰكِينِ وَالْعَٰمِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُوَ۬لَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِے اِ۬لرِّقَابِ وَالْغَٰرِمِينَ وَفِے سَبِيلِ اِ۬للَّهِ وَابْنِ اِ۬لسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ اَ۬للَّهِۖ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞۖ (60) ۞ سورة التوبة 60	نماء المال وتوزيع الثروة، قال ﷺ: «ما نقص مال من صدقة» رواه مسلم
الصيام	تحقيق التقوى والمراقبة، قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ اُ۬لصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَي اَ۬لذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ البقرة: 183	الصبر وضبط الرغبات، قال ﷺ: «الصوم جُنّة» متفق عليه، أي وقاية من الوقوع في القبائح	الإحساس بالفقراء والمواساة: قال رسول الله عن رمضان: … “شهر المواساة فمن فطر صائمًا كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار” رواه البيهقي	ترشيد الاستهلاك وتقليل النفقات والإسراف، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلَا تُسْرِفُوٓاْۖ.﴾ الأعراف: 29
الأثر	تزكية القلب والروح وتنمية الإيمان	تهذيب الأخلاق وبناء الشخصية	وحدة المجتمع ونشر الرحمة	إدارة مالية رشيدة لخدمة المجتمع

الخلاصة:

تكون الصلاة والزكاة والصيام منظومة عبودية متكاملة، تربط المسلم بربه وتجعله رحيمًا بمجتمعه، وتربيه على التقوى والانضباط والعمل الصالح. فإذا فهم المؤمن مقاصد هذه العبادات ظهرت آثارها في سلوكه، وصار مثالًا للإيجابية والخير في واقعه وحي